اعلم أنَّ الله تعالى تعرف لآدم عليه السلام بالإيجاد؛ فناداه: يا قدير.
ثم تعرف له بتخصيص الإرادة؛ فناداه: يا مريد.
ثم تعرف له بحكمه([1]) في نهيه عن أكل الشجرة؛ فناداه: يا حاكم، ثم قضى بأكلها؛ فناداه: يا قاهر.
ثم لم يعاجله بالعقوبة إذا أكلها؛ فناداه: يا حليم.
ثم لم يفضحه في ذلك؛ فناداه: يا ستار.
ثم تاب عليه بعد ذلك؛ فناداه: يا تواب.
ثم أشهده أن أكله من الشجرة لم يقطع عنه وده فيه؛ فناداه: يا ودود.
ثم أنزله إلى الأرض ويسر له أسباب المعيشة؛ فناداه: يا لطيف.
ثم قَوَّاهُ على ما اقتضاه منه؛ فناداه: يا معين([2]).
ثم أشهده سر الأكل والنهي والنزول؛ فناداه: يا حكيم.
ثم نصره على العدو والمكائد له؛ فناداه: يا نصير.
ثم ساعده على أعباء تكاليف([3]) العبودية؛ فناداه: يا ظهير.
فما أنزله إلى الأرض إلا ليكمل له وجود التصريف([4])، ويقيمه بوظائف التكليف؛ فتكملت في آدم عليه السلام العبوديتان: عبودية التصريف، عبودية التكليف؛ فعظمت مِنَّةُ الله عليه، وتَوَفَّرَ إحسانه إليه، فافهم!.