الأستاذ العارف بالله، شيخ الطريقة، سيدنا ووالدنا المرحوم بكرم الله الحاج محمد ابن قاسم بن أحمد بن عبد القادر بن أحمد الجيلاني الكوهن. ولد رحمه الله بحضرة فاس، ونشأ بها حتى بلغ مبلغ الرجال. وأخذ رضى الله عنه الطريقة، وتربى في حجر الأولياء والصلحاء، وورد إلى مصر بقصد الحجِّ، فأقام بها إلى أن توفي.

وتولى مشيخة بني جنسه في القطر المصري، وجلس على سجادة الطريقة العيساوية، وأدار حلقاتِ الذكر، وعمل الموالد، وأحيا الليالي بذكر الله.

وكان قدس سره على قدم عظيم من الورع، محسنًا متواضعًا، كريم الأخلاق، عالي الهمة، له تلاميذٌ كثير، وأصحاب منتشرون، في بقاع الأرض.

وحجَّ رضى الله عنه أربع عشرة مرة، وزار مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان الغالب عليه المشي في طريق الحج مع كبر سنه، ويقول: المشي من شرط الحج أفضلُ لمن يقدر عليه، وتتوفر فيه شروطه. أو كلام هذا معناه.

توفي رحمه الله مساء يوم الخميس ثاني شهر شعبان المعظم سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة وألف، ودفن صبيحة يوم الجمعة قبل الصلاة بالبستان، وقبره ثم ظاهرٌ يزار، أسكنه الله أعالى فراديس الجنان، ومتعه بالنظر إلى وجهه في حظيرة قدسه، وغفر لنا وله، ولكافة المسلمين. آمين.

وقبل وفاته رحمه الله تولى مشيخة السجادة الحندوشية، وعمارة حضرة مسجد الجيلاني الفاسي، ومسجد مولاي العربي السقاط، ومولاي النامولي، وسيدي يونس المدفون خارج باب النصر، رضي الله عنهم أجمعين.