فائدة: قد تضمنت الآية صفتين، كل واحدة منهما تدل على هدم التدبير؛ وذلك أنه -سبحانه وتعالى- وصف هذه النفس التي خصصها بهذه الخصائص التي ذكرناها بأوصاف منها الطمأنينة والرضا، وهما لا يكونان إلا مع إسقاط التدبير؛ إذ لا تكون النفس مطمئنة حتى تترك مع الله تعالى؛ ثقة منها بحسن تدبيره لها؛ لأنها إذا رضيت عن الله استسلمت له، وانقادت لحكمه، وأذعنت لأمره، فاطمأنت لربوبيته، وقَرَّتْ بالاعتماد على إلهيته، فلا اضطراب؛ إذ ما أعطاها من نور العقل يثبتها فلا حركة لها، خامدة لأحكامه، مفوضة له في نقضه وإبرامه.