التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: فتح بن سعيد الموصلي المنتقى من اختياره، والمبتغى لاختباره».
مناقبه ومروياته:
روي عن محمد ابن روح، حدثني إبراهيم بن عبد الله قال: صدع فتح الموصلي فعرج؛ فقال: يا رب ابتليتني ببلاء الأنبياء، فَشُكر هذا أن أُصلّي الليلة أربعمائة ركعة.
وروي عن أبي بكر بن عفان، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: بلغني أن بنتا لفتح الموصلي عُريت؛ فقيل له: ألا تطلب من يكسوها؟ فقال: لا أدعها حتى يرى الله عز وجل عُريها وصبري عليها، قال: وكان إذا كان ليالي الشتاء جمع عياله، وقام بكسائه عليهم، ثم قال: اللهم أفقرتني وأفقرت عيالي، وجوعتني وجوعت عيالي، واعريتني واعريت عيالي بأي وسيلة توسلتها إليك، وإنما تفعل هذا بأوليائك وأحبابك؛ فهل أنا منهم حتى أفرح ؟
وروي عن محمد بن عبد الله بن معروف، قال: قرأت على سهل بن علي الدوري، ثنا أبو عمران موسى بن عيسى الجصاص، ثنا أبو نصر بشر بن الحارث، قال: قال فتح الموصلي من أدام النظر بقلبه ورثه ذلك الفرح بالمحبوب، ومن آثره على هواه ورثه ذلك حبه إياه، ومن اشتاق إليه وزهد فيما سواه ورعى حقه وخافه بالغيب ورثه ذلك النظر إلى وجهه الكريم.
وروي عن إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو موسى عمران ابن موسى الطرسوسي، قال: مر فتح الموصلي بصبيين مع أحدهما كسرة عليها عسل، ومع الآخر كسرة عليها كامخ؛ فقال الذي معه الكامخ للذي معه العسل أطعمني من خبزك، قال: إن كنت كلبا لي أطعمتك، قال: نعم، فأطعمه من خبزه، وجعل في فمه خيطا، وجعل يقوده؛ فقال فتح: لو رضيت بخبزك ما كنت كلبًا لهذا قال أبو موسى: فهكذا الدنيا.
وروي عن عبد الرحيم بن يحيى، ثنا عثمان بن عمارة، قال: غبت غيبة، فلما قدمت لقيت فتحا الموصلي في حانوت سالم الدورقي؛ فقال لي: يا بصري أي شيء رأيت في غيبتك؟ فقلت: رأيت عجائب كثيرة، وأخبارًا مختلفة، فصاح صيحة؛ فقلت: أنت تصيح من الخبر، فكيف لو شاهدت القيامة أو شاهدت صاحب القيامة، فشهق شهقة ووثب من الحانوت فخَرَّ مغشيا عليه فحملناه فأدخلناه الحانوت، فما زال مغشياً عليه إلى العصر، فلما صلينا العصر تنفس ثم فتح عينيه؛ فقال لي: كيف؟ قلت: فقلت له: اسکت؛ فقلت لعثمان: لم صحت به؟ قال: مخافة إن رددت عليه القول أن أقتله.
وروي عن الحسين ابن علي بن يزيد الصدائي، قال: قال رجل لفتح الموصلي : ادع الله ؛ فقال: اللهم هبنا عطاءك، ولا تكشف عنا غطاءك، وأرضنا بقضاءك.
وروي عن أبي بكر بن سفيان ثنا رباح بن الجراح العبدي، قال: جاء فتح الموصلي إلى صديق له يقال له: عيسى التمار فلم يجده في المنزل؛ فقال للخادمة: اخرجي إلى كيس أخي؛ فأخذ منه در همين، وجاء عيسى إلى منزله، فأخبرته الجارية بمجيء فتح وأخذه الدرهمين؛ فقال: إن كنتِ صادقة فأنت حرة، فنظر فإذا هي صادقة؛ فعتِقتْ.
الرئيسة