التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم المدمن للتعبد، والمواظب على التهجد المنقبض عن الهزل والأباطيل، المحصن لسانه في الفتن عن الأقاويل الطيب أبو إسماعيل، مرة بن شراحيل».
مناقبه ومروياته:
روي عن يحيى بن معين يقول : مرة بن شراحيل مرة الطيب وإنما سمي الطيب لعبادته.
وروي عن عمرو بن مرة عن مرة بن شراحيل، وكان يسمى مرة بالطيب.
وروي عن ابن إدريس، قال: سمعت حصيناً، قال: أتينا مرة بن شراحيل الطيب نسأل عنه، فقالوا: إنه في غرفة له قد تعبد اثنتي عشرة سنة، قال: فدخلنا عليه.
وروي عن عمرو بن قيس الملائي عن مرة الطيب، قال أبو بدر: بلغ به الأمر إلى أن سمى مرة الطيب لعبادته.
وروي عن سعدان بن يزيد، قالا: ثنا الهيثم بن جميل، ثنا سفيان بن عيينة عن عطاء بن السائب، قال: كان مرة يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة، فلما ثقل وبدن صلى أربعمائة ركعة، وكنت تنظر إلى مباركه كأنها مبارك الإبل.
وروي عن ابن أبي خالد قال: رأيت مرة بن شراحيل يصلي على لبد وهو يمسك بوتد في الحائط، وكان في قيامه يثني على الله، ويركع، ويسجد.
وروي عن العلاء ابن عبد الكريم الأيامي قال: كنا نأتي مرة الهمداني فيخرج إلينا، فنرى أثر السجود في جبهته وكفيه وركبتيه وقدميه، قال: فيجلس معنا هنيهة ثم يقوم، فإنما هو ركوع وسجود.
وروي عن يحيى بن آدم عن مالك بن مغول عن أبي فروة الهمداني عن ابن أبي الهذيل، قال: قلت لمرة الهمداني وكان قد كبر كم بقي من صلاتك؟ قال: شطر مائتان وخمسون ركعة في كل يوم.
وروي عن عبد الرحمن ابن مهدي عن شعبة عن الهيثم قال: كان مرة يصلي كل يوم مائتي ركعة.
وروي عن عتاب بن زياد المروزي، ثنا الله -يعني: ابن المبارك - ثنا رجل عن مرة، الطيب قال لما كانت الفتنة الأولى عصمه الله منها، فقال: عصمت منها لأحدثن الله شكرًا، فكان يصلي في اليوم والليلة خمسين ركعة يختم فيها القرآن، فلما كانت فتنة ابن الزبير عُصِم منها ، فقال : عصمت منها، لأحدثن الله شكرًا، فكان يصلي في اليوم والليلة عدد سور القرآن مائة ركعة وأربع عشرة ركعة يختم فيها القرآن.
وروي عن زبيد الأيامي، قال: قيل لمرة بن شراحيل: ألا تلحق بعلي بصفين؟ قال: إن عليا سبقني بخير أعماله بدر وذواتها، وأنا أكره أن أشركه فيما هان فيه.
وروي عن عقبة بن إسحاق عن إسماعيل بن أبي خالد، قال مرة: شهدت فتح القادسية في ثلاثة آلاف من قومي، فما منهم من أحد إلا خف في الفتنة غيري، وما منهم أحد إلا غبطني.
وروي عن عمرو بن قيس الملائي عن مرة ،الطيب قال: ليتق امرؤ أن لا يكون من رسول الله ، ثم قرأ هذه الآية: ﴿إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِيهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْ﴾ [الأنعام: ١٥٩].
وروي عن حمزة العبدي، قال: أتينا مرة بن شراحيل، فقال: ألا إن الله عز وجل لم يكتب على عبد بلاء إلا أمضاه عليه وإن أطاعه ذلك العبد، ولم يكتب لعبد رزقًا إلا وفاه إياه وإن عصاه ذلك العبد.
وروي عن صدقة بن موسى عن فرقد السبخي عن مرة الهمداني عن أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه -سمعت النبي ﷺ يقول: «لَا يَدْخُلُ الْجُنَّةَ خِبُّ وَلَا خَائِنُ».
الرئيسة