التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم المتعبد العليم المتوجد السليم بشر بن منصور السليمي رحمة الله، استحلى الوحدة والأذكار، وسلم من الفتنة والأخطار».
مناقبه ومروياته:
روي عن العباس بن الوليد بن نصر، قال: أتينا بشر بن منصور بعد العصر، فخرج إلينا وكأنه متغير، فقلت له: يا أبا محمد لعلنا شغلناك عن شيء، فرد ردّاً ضعيفًا، ثم قال: ما أكتمكم – أو كلمة نحوها كنت أقرأ في المصحف، أي شغلتموني، ثم قال لنا : ما أكاد ألقى أحدًا فأربح عليه شيئًا، أو نحو هذا، قال: وكان بشر بن منصور يستحب أن يصلي بالأوقات ولا يتحرى.
وروي عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثني عبد الرحمن بن مهدي، قال: كان بشر بن منصور يقول لي: اجعل العلم فضلا، يعني: في الساعات التي لا شغل فيها.
وروي عن بشر بن منصور أنا وأبو الخصيب عبد الله بن ثعلبة وبشر بن السرى في أن نأتيه، فلما أتيناه، قال: استخرت الله في مجيئكم إليَّ، فكان الغالب على قلبي أن لا تجيئوا، قال عبد الرحمن وأتاني مرة في حاجة، فقلت له: ألا بعثت إليَّ حتى آتيك، قال لا الحاجة لي قال عبد الرحمن وعرضت عليه دابة يركب
يرجع . عليها، قال: أكره أن أعود نفسي هذه العادة، قال عبد الرحمن: وبني عيسى بن جعفر بركة، فكان لا يشرب من مائها، ويبعث إلى النهر جارية له فتجيئه بجرة، فقال: لو كنت غنيا لم يفطن لي، كنت أرسل من يستقي لي على حمار، ثم تدارك كلمته فقال: أستغفر الله، إني لبخير، إني لبخير، قال عبد الرحمن فكان بشر بن منصور يكره أن يشتري من رجل بني كويخا في غير حقه.
وروي عن عمارة بن يحيى أبو حمزة، قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: أيبعث الرجل بالسلام إلى أهل الرجل؟ قال: نعم، وقد كان بشر بن منصور - ولم أر مثله قط - إذا أتاني بعث إلى أهلنا بالسلام، وإن حفظ الإخاء من الدين، والكرم من الدين، قال: وسألت عبد الرحمن عن الرجل يُسلّم على القوم وهم يأكلون، وهو صاحب هوى أو فاسق أيدعونه إلى طعامهم؟ قال: نعم، قال لي بشر بن منصور: إني لأدعو إلى طعامي من لو نبذت إلى الكلب كان أحب إليَّ من أن يأكله، قال عبد الرحمن: وليتق الرجل دناءة الأخلاق كما يتقي الحرام.
وروي عن عباس بن الوليد بن نصر، قال: ربما قبض بشر على لحيته، ويقول: اطلب الرياسة بعد سبعين سنة، وقال بشر: إن لكل شيء ميدعا، فاجعل لنفسك ميدعًا، قال عباس : يقول: لكل شيء وقاية، فاجعل لنفسك وقاية لا تحمل على نفسك حملًا تغلب .
وروي عن غسان بن الفضل، قال: كان بشر بن منصور الذين إذا رءوا ذكر الله، وإذا رأيت وجهه ذكرت الآخرة، رجل منبسط ليس بمتماوت، ذكي فقيه، قال: وحدثني غسان بن الفضل، حدثني أبو إسحاق الشامي، قال: قال فلان وسمى رجلا حج العام بشر بن منصور ومحمد بن يوسف، إني أراه سيغفر العام لأهل الموسم، قال: وحدثني غسان قال: قال شقيق العصفري لبشر بن منصور: يسرك أن لك مائة ألف، فقال: لئن تندرا - وأشار إلى عينيه- أحب إليَّ من ذاك، قال غسان وكان بشر رجلا من العرب، وعلم بنيه عمل الخوص، قال: وحدثني غسان، حدثني أسيد بن جعفر بن أخي بشر بن منصور، قال بشر ابن منصور: ما فاتته التكبيرة الأولى قط، ولا رأيته قام في مسجدنا سائل قط، فلم يعط شيئًا إلا
أعطاه، وأوصاني في كتبه أن أغسلها أو أدفنها، قال غسان وكنت أرى بشرًا إذا رآه الرجل من إخوانه قام معه حتى يأخذ بركابه وفعل بي ذاك كثيرًا، وقال لي بشر: رأيت من يأتي الفقهاء والقصاص أرق قلبا ممن لا يأتي القصاص.
وروي عن عبد الخالق أبو همام الزهراني قال: قال بشر بن منصور: أقل من معرفة الناس، فإنك لا تدري ما يكون، قال: فإن كل شيء يعني: فضيحة في القيامة- كان من يعرفك قليلا.
وروي عن سهل بن منصور، قال: كان بشر يُصلّي يومًا فأطال الصلاة، ورأى رجلًا ينظر إليه، ففطن له بشر، فقال للرجل : لا يعجبك ما رأيت مني، فإن إبليس قد عبد الله الملائكة كذا وكذا.
وروي عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: قلت لبشر بن منصور: إنا لنجلس مجلس خير وبركة قال: نِعْمَ المجلس، قال: قلت له: إنه ربما لم يجلس إليَّ، فكأني أغتم، قال: إن كنت تشتهي أن يجلس إليك أترك هذا المجلس.
الرئيسة