التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: الفقيه الورع، الشفيق الضرع، نجل الصديق ذو الحسب العتيق، القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق، كان لغوامض الأحكام فائقا، وإلى محاسن الأخلاق سابقا، وقد قيل: إن التصوف الصفو للزيق، والرقو للفيق».
مناقبه ومروياته:
روي عن أفلح بن حميد أن عبد الملك ابن مروان لما توفي أسف عليه عمر بن عبد العزيز أسفًا منعه من العيش، وقد كان ناعا، فاستشعر المسح سبعين ليلة؛ فقال له القاسم بن محمد: أعلمت أن من مضى من سلفنا كانوا يحبون استقبال المصائب بالتجمل ومواجهة النعم بالتذلل فراح عمر من عشية يومه في مقطعات من حبرات أهل اليمن شراؤها ثمانمائة دينار، وفارق ما كان يصنع.
وروي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه كان يقول: إن هذه الذنوب لاحقة بأهلها.
وروي عن ابن أبي الزناد عن أبيه، قال: ما رأيت فقيها أفضل من القاسم بن محمد.
وروي عن يحيى بن سعيد، قال: ما أدركنا بالمدينة أحدًا نفضله على القاسم بن محمد.
وروي عن حماد بن زيد عن أيوب، قال: سمعت القاسم يسأل بمنى فيقول: لا أدري، لا أعلم، فلما أكثروا عليه، قال: والله ما نعلم كل ما تسألون . عنه، ولو علمنا ما كتمناكم ، ولا حل لنا أن نكتمكم، قال: وسمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت القاسم يقول: أن النبي اقرأ هذه الآية: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَبَ مِنْهُ ءايَتُ محكَمَتُ هن أم الكتب﴾ [آل عمران: ٧] الآية كلها؛ فقال النبي ﷺ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَسْأَلُونَ عَمَّا تَشَابَهَ مِنْهُ فَهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ سَائهُمُ اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ».
وروي عن أيوب عن القاسم بن محمد عن عائشة: أن النبي ما لو كان إذا رأى الغيث قال: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيَّا».
وروي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه، قال: ما رأيت أحدًا أعلم بالسُّنَّة من القاسم بن محمد، وكان الرجل لا يعد رجلًا حتى يعرف السُّنَّة.
وروي عن رجاء بن أبي سلمة، قال: مات القاسم بن محمد بين مكة والمدينة حاجا أو معتمرا؛ فقال لابنه: سن على التراب سنًا، وسو على قبري، والحق بأهلك ، وإياك أن تقول: كان وكان.
وروي عن محمد بن إسحاق، قال: جاء أعرابي إلى القاسم بن محمد فقال: أنت أعلم أو سالم؛ فقال: ذاك منزل سالم، فلم يزده عليها حتى قام الأعرابي، قال محمد بن إسحاق: كره أن يقول هو أعلم مني فيكذب، أو يقول: أنا أعلم منه فيزكي نفسه.
وروي عن أيوب، قال: رأيت على القاسم بن محمد قلنسوة من خز أخضر، ورداء سابر له علم ملون مصبوغ بشيء من زعفران، ويدع مائة ألف يتلجلج في نفسه منها شيء.
وروي عن عباد بن منصور عن القاسم بن أبي محمد عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- عن النبي ﷺ قال: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُرَبِّ لِأَحَدِكُمُ اللَّقْمَةَ كَمَا يُرَبِّ أَحَدُكُمْ فَصِيلَهُ حَتَّى يَجْعَلَهَا لَهُ مِثْلَ جَبَل أُحدِ».
وروي عن ابن سخبرة عن القاسم بن محمد عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- عن النبي ﷺ قال: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مُؤنَةٌ».
وروي عن موسى بن عقبة عن القاسم بن محمد: قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ عَبْدِ يَكُفُّ بَصَرَهُ عَنْ مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا نَظَرَ، إِلَّا أَدْخَلَ اللهُ تَعَالَى قَلْبَهُ عِبَادَةٌ يَجِدُ حَلَاوَتَهَا».
الرئيسة