التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: العالم السوي، والراوي الروي، أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، كان ذا عز وسناء، وفخر وسخاء. وقيل: إن التصوف دراية وصدق، وسخاوة وخلق».
مناقبه ومروياته:
وروي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، قال: ما رأيت أحدًا أبصر للحديث من ابن شهاب.
وروي عن عبد الرحمن ابن مهدي عن وهيب، قال: سمعت أيوب يقول: ما رأيت أحدًا أعلم من الزهري.
وروي عن محمد ابن عبد الملك، قالا: ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، قال: قال عمر بن عبد العزيز الجلسائه: هل تأتون ابن شهاب؟ قالوا: إنا لنفعل، قال: فأتوه ، فإنه لم يبق أحد أعلم بسُنَّة ماضية منه، قال محمد بن عبد الملك في حديثه والحسن وضرباؤه يومئذ أحياء.
وروي عن حماد بن زيد عن برد عن مكحول، قال: ما أعلم أحدًا أعلم بسُنَّة ماضية من الزهري.
وروي عن سفيان :قال مات الزهري يوم مات، وما على الأرض أحد أعلم بالسُّنَّة منه.
وروي عن عبد الرزاق، ثنا معمر، قال: أخبرني صالح ابن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري، ونحن نطلب العلم، فقلنا: نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي ، قال: ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سُنَّة، فقلت أنا: ليس بسُنَّة فلا أكتبه، قال: فكتب ولم أكتب، فأنجح وضيعت.
وروي عن معمر، قال: ما رأيت مثل الزهري في وجهه قط -يعني: الحديث - ولا مثل حماد بن أبي سلمة في وجهه قط -يعني: الرأي.
وروي عن عبد الرزاق، قال: سمعت معمرًا يقول: كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد، فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزانته يقول: من علم الزهري.
وروي عن أبي صالح عن الليث قال: ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب، ولا أكثر علما منه، ولو سمعت ابن شهاب يُحدِّث في الترغيب لقلت لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن الأنبياء وأهل الكتاب لقلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدَّث عن العرب والأنساب، قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسُّنَّة كان حديثه بوعي جامع.
وروي عن إبراهيم بن سعد، قال: سمعت ابن شهاب يُحدِّث قال: لقيني سالم كاتب هشام؛ فقال: إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك، فقال له: لو سألتني عن حديثين اتبع أحدهما الآخر ما قدرت على ذلك، ولكن ابعث إليَّ كاتباً أو كاتبين فإنه قل يوم إلا يأتيني قوم يسألوني عما لم أسأل فيه بالأمس، فبعث بكاتبين اختلفا إلى سُنَّة على دينهما، قال: ثم لقيني؛ فقال: يا أبا بكر ما أرانا إلا أنقصناك، قلت: كلا إنما كنتما في غراز من الأرض، فالآن هبطت بطون الأودية.
وروي عن الليث بن سعد يقول: وضع الطشت بين يدي ابن شهاب؛ فتذكر حديثا فلم تزل يده في الطشت حتى طلع الفجر حتى صححه.
وروي عن عن ابن وهب عن يونس عن الزهري قال: العلم وادٍ فإذا هبطت واديًا فعليك بالتوءدة حتى تخرج منه، فإنك لا تقطع حتى يقطع بك.
وروي عن معمر، قال: سمعت الزهري يقول: إن كنت لآتي باب عروة فاجلس ثم انصرف ولا أدخل، ولو أشاء أن أدخل لدخلت؛ إعظاما له.
الرئيسة