التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: « قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم العفيف اللبيب، الفقيه الأديب، أبو نصر ميمون بن أبي شبيب، قتل يوم الجماجم».
مناقبه ومروياته:
روي عن الحسن بن الحر عن ميمون بن أبي شبيب قال: أردت الجمعة زمن الحجاج، قال: فتهيأت للذهاب، قال: ثم قلت: أين أذهب أصلي خلف هذا، فقلت مرة أذهب، وقلت مرة: لا أذهب، قال: فأجمع رأي على الذهاب فناداني مناد من جانب البيت ﴿يأيها الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: 9]، قال: فذهبت قال: وجلست مرة أكتب كتابا، قال: فعرض لي شيء إن أنا كتبته في كتابي زين كتابي وكنت قد كذبت، وإن أنا تركته كان في كتابي بعض القبح وكنت قد صدقت قال: فقلت مرة أكتبه، وقلت مرة: لا أكتبه، قال: فأجمع رأي على تركه، فناداني مناد من جانب البيت: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧].
وروي عن الحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عن علي بن أبي طالب قال: أصبت جارية من السبى معها ابن لها، فأردت أن أبيعها وأمسكت ابنها، فقال النبي O: «بعهُمَا جَمِيعًا أَوْ أَمْسِكُهُمَا جَمِيعًا».
وروي عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل، قال: قلت: يا رسول الله. أوصني، قال: «اتَّقِ اللهَ أَيْنَمَا تَكُونُ، وَأَتَّبِعِ السَّيِّئَةَ حَسَنَةٌ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».
وروي عن عبد الغفار أبو مريم، قال: حدثني الحكم عن ميمون عن معاذ، قال: بعثني رسول الله إلى اليمن، فلم يزل يوصيني حتى آخر ما أوصاني، قال: «عَلَيْكَ بِحُسْنِ الخُلُقِ، فَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلْقًا أَحْسَنُهُمْ دِينًا».
وروي عن حبيب بن أبي ثابت والحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل، قال: خرجت
مع رسول الله الله في غزوة تبوك، فرأيت منه خلوة فاغتنمتها، فأوضعت بعيري نحوه حتى سايرته، فقلت: يا رسول الله. علمني عملا يدخلني الجنة، قال: «قَدْ سَأَلْتَ عَظِيمًا، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ». قال: «تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ المُكْتُوبَةَ، وَتُؤْنِ الزَّكَاةَ الْمُفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ»، ثم سار وسرت، فقال: «وَإِنْ شِئْتَ أَنْبَأَتُكَ بِأَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الخَطِيئَةَ، وَقِيَامُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، ثم قرأ: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِع﴾ [السجدة: ١٦] قال: ثم سار وسرت، ثم قال: «أَلَا أُنَباكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سِنَامِهِ؟ الْجِهَادُ فِي سَبِيل الله». قال: ثم سار وسرت، فقال: «إِنْ شِئْتَ أَنْبَأَتُكَ بِمَا هُوَ أَمْلَكُ عَلَى النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ كُلَّهِ؟». قَالَ: فكانت منه سكته، وكانت مني التفاته، فرأيت راكبًا يوضع نحوه، فخشيت أن يأتيه فيشغله عني، فأومأ إلى لسانه وفيه، قلت: يا رسول الله. وإنا لنؤاخذ بما نتكلم؟ قال: «تَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ جَبَلٍ مَا تَقُولُ إِلَّا لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلَّا حَصَائِدُ الْسِنَتِهِمْ».