التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم المجاب المستشهد عمرو بن عتبة بن فرقد، كان مُظَلَّلًا محروسًا، وبالبلاء مكللا ممسوسا».
مناقبه ومروياته:
روي عن إبراهيم بن علقمة قال خرجنا ومعنا مسروق وعمرو بن عتبة ومعضد ،غازين، فلما بلغنا ماسبذان وأميرها عتبة بن فرقد، فقال لنا ابنه عمرو بن عتبة : إنكم إن نزلتم عليه صنع لكم نزلا، ولعله أن تظلموا فيه أحدًا، ولكن إن شئتم قلنا في ظل هذه الشجرة، وأكلنا من كسرنا، ثم رجعنا ففعلنا، فلما قدمنا الأرض قطع عمرو بن عتبة جبة بيضاء فلبسها، فقال: والله أن تحدر لي الدم على هذه الحسن، فرمى فرأيت الدم يتحدر على المكان الذي وضع يده عليه فمات.
وروي عن عبد الرحمن بن زيد قال: خرجنا في جيش فيهم علقمة ويزيد ابن معاوية النخعي، وعمرو بن عتبة، ومعضد العجلي، قال: فخرج عمرو بن عتبة وعليه جبة جديدة بيضاء، فقال: ما أحسن الدم يتحدر على هذه ! قال: فأصابه حجر فشجه، قال: فتحدر الدم عليها، فمات منها؛ فدفناه.
وروي عن فضيل بن عياض عن الأعمش، قال: قال عمرو بن عتبة بن فرقد سألت الله ثلاثًا فأعطاني اثنتين وأنا أنتظر الثالثة؛ سألته أن يزهدني في الدنيا فما أبالي ما أقبل منها وما أدبر ، وسألته أن يقويني على الصلاة فرزقني منها، وسألته الشهادة فأنا أرجوها.
وروي عن ابن عم لعمرو بن عتبة، قال: نزلنا في مرج ،حسن، فقال عمرو بن عتبة: ما أحسن هذا المرج، ما أحسن الآن لو أن مناديًا نادى يا خيل الله . اركبي، فخرج رجل فكان في أول من لقي فأصيب، ثم جيء به فدفن في هذا المرج، قال: فما كان بأسرع من أن نادى مناد: يا خيل الله اركبي ، فخرج عمرو في سرعان الناس في أول من خرج، فأتى عتبة فأخبر بذلك، فقال: عليَّ عَمْرًا عَلَيَّ عمرًا، فأرسل في طلبه، فما أدرك حتى أصيب، قال: فما أراده دفن إلا في مرکز رمحه وعتبة يومئذ على الناس، قال: وقال غير السدى أصابه جرح، فقال: والله إنك لصغير، وإن الله تعالى ليبارك في الصغير، دعوني في مكاني هذا حتى أمسي، فإن أنا عشت فارفعوني، قال: فمات في مكانه ذلك.
وروي عن عبد الله بن ربيعة، قال: قال عتبة بن فرقد لعبد الله: يا عبد الله ألا تعينني على ابن أخيك، يعينني على ما أنا فيه من عمل، فقال له عبد الله: يا عمرو أطع أباك، قال: فنظر إلى معضد وهو جالس، فقال له معضد: ﴿لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب﴾ [العلق: ۱۹]، فقال عمرو: يا أبت إنما أنا عبد، أعمل في فكاك رقبتي، فدعني فأعمل في فكاك رقبتي، قال: فبكى عتبة، فقال: يا بني إني لأحبك حبين حبا الله ، وحب الوالد لولده، قال عمرو: يا أبت إنك قد كنت أتيتني بمال قد بلغ سبعين ألفًا، فإن كنت سائلي عنه فهو ذا فخذه، وإلا فدعني فأمضيه، قال له عتبة: فأمضه، قال: فأمضاها، فما بقي منها در هما.
وروي عن عيسى بن عمر عن السدى، قال: خرج عمرو بن عتبة بن فرقد، فاشترى فرسا بأربعة آلاف درهم، فعنفوه يستغلونه، فقال: ما من خطوة يخطوها يتقدمها إلى عدو إلا وهي أحب إلي من أربعة آلاف.
بشر بن المفضل، ثنا عبد الحميد بن لاحق عن من ذكره، قال: كان له - يعني : عمرو بن عتبة - كل يوم رغيفان يتسحر بأحدهما، ويفطر بالآخر.
الرئيسة