التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم المتفقه اليقظان، والمتعبد المحسان، أبو عبد الرحمن طاوس بن كيسان، أول الطبقة من أهل اليمن، الذين قال فيهم النبي ﷺ : «الإيمان يمان».
مناقبه ومروياته:
روي عن ضمرة عن ابن شوذب قال شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمس ومائة، فجعلوا يقولون: رحم الله أبا عبدالرحمن قال: فلقد رأيت عبد الله بن الحسن واضعا السرير على كاهله، قال: فلقد سقطت قلنسوة كانت عليه، ومزق رداؤه من خلفه.
وروي عن عبد الرزاق، ثنا أبي، قال: توفي طاوس بالمزدلفة أو بمنى، فلما حمل أخذ عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السرير، فما زايله حتى بلغ القبر.
وروي عن عبد الرزاق، قال: قدم طاوس مكة، فقدم أميز ، فقيل له: إن من فضله ومن ومن فلو أتيته، قال: ما لي إليه حاجة، قالوا: إناف نخاف عليك، قال: فما هو إذا كما تقولون.
وروي عن عبد الرزاق، أخبرني أبي قال: كان طاوس يصلي في غداة باردة مغيمة، فمر به محمد بن يوسف أخو الحجاج بن يوسف وأيوب وهو ساجد في موكبه، فأمر بساج وطيلسان مرتفع فطرح عليه، فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته، فلما سلم نظر فإذا الساج عليه، قال: فانتفض ولم ينظر إليه ومضى إلى منزله.
وروي عن ابن جريج عن ابن عباس قال: إني لأظن طاوسا من أهل الجنة.
وروي عن معتمر عن ليث عن طاوس، قال: ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه حتى أنينه في مرضه.
وروي عن سفيان عن أمية عن داود بن شابور، قال: قال رجل لطاوس أدع الله لنا، قال: ما أجد
في قلبي خشية الله فأدعو لك.
وروي عن الحسن بن أبي الحصين العنبري، قال: مر طاوس برواس (۱) قد أخرج رأسًا فغشي عليه.
وروي عن عبد الله بن بشر: أن طاوسًا اليماني كان له طريقان إلى المسجد: طريقا في السوق وطريق آخر ، فكان يأخذ في هذا يوما وفي هذا يوما، فإذا مر في طريق السوق فرأى تلك الرءوس المشوية لم ينعس تلك الليلة.
وروي عن سفيان الثوري قال: كان طاوس يجلس في بيته، فقيل له في ذلك؛ فقال: حيف الأئمة، وفساد الناس.
وروي عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس أو غيره: أن رجلا كان يسير مع طاوس فسمع غرابًا نعب؛ فقال: خير، فقال طاوس: أي خير عند هذا أو شر، لا تصحبني، أو لا تمشي معي.
وروي عن الحميدي، ثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه، قال: إذا غدا الإنسان اتبعه الشيطان، فإذا أتى المنزل فسلم نكص الشيطان، وقال: لا مقيل، فإذا أتى بغدائه فذكر اسم الله قال الشيطان لا غداء ولا مقيل، فإذا دخل ولم يسلم، قال الشيطان: المقيل، فإذا أتى بالغداء ولم يذكر اسم الله ، قال الشيطان: مقيل وغداء والعشاء مثل ذلك، قال: إن الملائكة ليكتبون صلاة بني آدم فلان زاد فيها كذا وكذا، وفلان نقص كذا وكذا، وذلك في الخشوع والركوع، أو قال: الركوع والسجود.
وروي عن سفيان، قال: قلت لابن طاوس ما كان أبوك يقول إذا ركب قال : كان يقول: اللهم لك الحمد، هذا من فضلك ونعمتك علينا، فلك الحمد ربنا، الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وكان إذا سمع الرعد يقول: سبحان من سبحت له.
وروي عن عبد الرزاق ثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه، قال: لما خلقت النار طارت أفئدة الملائكة، فلما خلق آدم سكنت أفئدتهم.
وروي عن ابن أبي نجيح، قال: قال مجاهد الطاوس يا أبا عبد الرحمن رأيتك تصلي في الكعبة والنبي عليل على بابها يقول لك : اكشف قناعك وبيّن قراءتك، قال: اسكت. لا يسمعن هذا منك أحد حتى تخيل إليه أنه انبسط من الحديث.
وروي عن ابن أبي نجيح عن أبيه : أن طاوسًا قال له: أي أبا نجيح من قال واتقي الله خير ممن صمت واتقى الله.
وروي عن مسعر عن رجل، قال: أتى طاوس رجلًا في السحر؛ فقالوا: هو نائم، قال: ما كنت
أرى أن أحدا ينام في السحر.
وروي عن محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاوس، قال: لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج.