التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «فمنهم الواله الذابل المجتهد الناحل ، شقيق بن سلمة أبو وائل».
مناقبه ومروياته:
روي عن أبو بكر بن عياش عن عاصم، قال: كان أبو وائل إذا صلى في بيته ينشج نشيجا ولو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحد يراه ما فعله.
وروي عن مغيرة، قال : كان إبراهيم التيمي يذكر في منازل أبي وائل، وكان أبو وائل ينتفض انتفاض الطير.
وروي عن سعيد بن صالح، قال: رأيت أبا وائل يستمع النوح ويبكي.
وروي عن معروف ابن واصل، قال: كنا عند أبي وائل شقيق بن سلمة، فذكروا قرب الله من خلقه، فقال: نعم، يقول الله تعالى: يا ابن آدم ادن مني شبرا أدن منك ،ذراعًا، أدن مني ذراعا أدن منك باعا، امش إلى أهرول إليك.
وروي عن أبي معاوية عن الأعمش عن شقيق قال: خرجنا في ليلة مخوفة فمررنا بأجمة فيها رجل نائم، وقد قيد لفرسه وهي ترعى عند رأسه، فأيقظناه فقلنا :له تنام في مثل هذا المكان، فرفع رأسه فقال: إني لأستحي من ذي العرش أن يعلم أني أخاف شيئًا دونه، ثم وضع رأسه فنام.
وروي عن عاصم بن أبي النجود، قال: كان عطاء أبي وائل ألفين، فإذا خرج أمسك ما يكفى أهله
سنة، وتصدق بما سوى ذلك.
وروي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم قال: ما رأيت أبا وائل ملتفتا في صلاة ولا في غيرها، ولا سمعته يسب دابة قط، إلا أنه ذكر الحجاج يومًا، فقال: اللهم اطعم الحجاج من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع، ثم تداركها، فقال: إن كان ذاك أحب إليك، فقلت: وتستثنى في الحجاج، فقال: نعدها ذنبًا.
وروي عن الزبرقان، قال: كنت عند أبي وائل فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه، فقال: لا تسبه، وما يدريك لعله قال: اللهم اغفر لي، فغفر له.
وروي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم قال : كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خيثم، قال: ﴿وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ [الحج: ٢٤] ، وإذا رأى أبا وائل قال: التائب.
وروي عن عاصم عن أبي وائل : أنه كان يكره أن يقول الرجل : اللهم اعتقني من النار، فإنه إنما يعتق من رجا الثواب، أو تصدق عليَّ بالجنة، فإنه إنما يتصدق على من يرجو الثواب.
وروي عن قيس بن الربيع عن عاصم قال سمعت شقيق بن سلمة يقول وهو ساجد: رب اغفر لي، رب اعف عني، إن تعف عني فطولًا من فضلك، وإن تعذبني غير ظالم لي ولا مسبوق، قال: ثم يبكي حتى أسمع نحيبه من وراء المسجد.
وروي عن جرير عن الأعمش عن أبي وائل قال: دخلت على عبيد الله بن زياد بالبصرة مع مسروق، فإذا بين يديه تل من ورق، ثلاثة آلاف ألف من خراج أصبهان قال فقال يا أبا وائل ما ظنك برجل يموت ويدع مثل هذا؟ قال: فقلت: فكيف إذا كان من غلول؟ قال: فذاك شر على شر، قال: وقال لي: إذا أتيت الكوفة فائتني لعلي أصيبك بمعروف، قال: فلما رجعت قلت: لو أني شاورت علقمة في ذلك، قال: فأتيته، فقلت: إني دخلت على ابن زياد، فقال لي: كذا، فكيف ترى؟ قال: لو أتيته قبل أن تستأمرني لم أقل لك شيئًا، فأما إذا استأمرتني فإني حقيق أن أنصحك، ووالله ما يسرني أن لي ألفين مع ألفين، فإني أكره الناس عليه قال: قلت: لم يا أبا شبل؟ قال: إني أخاف أن ينقصوا مني أكثر مما أنتقص منهم.
وروي عن جعفر بن عمون عن المعلى بن عرفان قال: سمعت أبا وائل وجاءه رجل، فقال: ابنك استعمل على السوق، فقال: والله لو جئتني بموته كان أحب إليَّ، إن كنت لأكره أن يدخل بيتي من عمل عملهم.
وروي عن عاصم، قال: كان أبو وائل يقول الجاريته يا بركة. إذا جاء يحيى - يعني : ابنه - بشيء فلا تقبليه، وإذا جاءك أصحابي بشيء فخذيه، قال: وكان يحيى ابنه قاضيا على الكناسة.
وروي عن الفضل بن الوفق عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل، قال: إن أهل بيت يضعون على مائدتهم رغيفا حلالا لأهل بيت غرباء.
وروي عن عاصم عن أبي وائل - وكان له خص من قصب فكان يكون فيه هو وفرسه، فإذا غزا نقضه وتصدق به، فإذا رجع أنشأ بناءه.