التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: شريح بن الحارث الكندي، أبو أمية القاضي، كان من حاله التسليم والتراضي، والقيام على نفسه بالمحاسبة والتقاضي، وقيل: إن التصوف الحنين إلى الباقي، والأنين من الماضي مدة من الملة».
مناقبه ومروياته:
روي عن ابن عون عن إبراهيم، قال: كان شريح يقول: سيعلم الظالمون حق من نقصوا، إن الظالم ينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر.
وروي عن الأعمش، قال: اشتکی شریح رِجْلَه فطلاها بالعسل وجلس في الشمس، فدخل عليه عواده، فقالوا: كيف تجدك ؟ فقال صالح، فقالوا: ألا أريتها الطبيب؟ فقال: قد فعلت، فقالوا: ما قال لك؟ قال : وعد خيرا في السنه ن اليه لنه مساله نباش.
روي عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن شريح أنه خرج بإسهامه فرحة، فقالوا: لو أريتها الطبيب؟ قال: هو الذي أخرجها حدثنا محمد بن معمر ، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا الأوزاعي، حدثني عبدة بن أبي لبابة قال كانت فتنة ابن الزبير تسع سنين، فمكث شريح لا يخبر ولا يستخبر.
وروي عن عبد الرحمن بن ثوبان، قال: أخبرني عبدة: أنه سمع الشعبي يقول: قال شريح: كانت الفتنة فقال له شريح: كيف بما في فما سألت عنها، فقال رجل: لو كنت مثلك ما باليد قلبي.
وروي عن الأعمش عن شقيق، قال: قال شريح في الفتنة ما استخبرت ولا أخبرت ولا ظلمت مسلما ولا معاهدا دينارًا ولا درهما، قال: قلت له: لو كنت على حالك لأحببت أن أكون قد مت، قال: فأومأ إلى قلبه فقال : كيف بهذا؟ الفئتان.
وروي عن الأعمش عن شقيق، قال: قال لي شريح ما أخبرت ولا استخيرت منذ كانت الفتنة، قال: لو كنت مثلك لسرني أن أكون قد مت، قال: فكيف بما في صدري تلتقي إحداهما أحب إلي من الأخري بر ما فريدة مينة ، رات شال ودية اليمن حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا أبو العباس السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان قال: سمعت میمون بن مهران يقول: قال شريح في الفتنة التي كانت على عهد ابن الزبير ما سألت فيها ولا أخبرت، قال جعفر: وحدثني غير ميمون أنه قال: وأخاف أن لا أكون نجوت قلا عالقة بسرت الأساعة قلاع.
وروي عن عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن شريح: أنه كان يقول: أخرجوا بنا إلى الكناسة حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت.
وروي عن الأعمش، قال مر شريح بقوم وهم يلعبون، فقال: ما لكم؟ قالوا: فرغنا يا أبا أمامة، قال: ما بهذا أمر الفارغ».
وروي عن سالم أبو عبد الله ، قال : شهدت شريحا وتقدم إليه رجل، قال: أين أنت؟ قال: بينك وبين الحائط، فقال: إني رجل من أهل الشام، فقال: بعيد سحيق، قال: إني تزوجت امرأة، قال: بالرفاً والبنين قال: إني اشترطت لها دارها، قال: الشرط أملك، قال اقض بيننا، قال: قد فعلت .
وروي عن سفيان عن رجل عن شريح أنه قيل له بأي شيء أصبت هذا العلم، قال: بمقاومة العلماء، آخذ منهم وأعطيهم.
وروي عن أبي إسحاق عن هبيرة سمع عليا رضي الله تعالى عنه يقول: يا أيها الناس يأتوني فقهاؤكم يسألوني وأسألهم، فلما كان من الغد غدونا إليه حتى امتلأت الرحبة فجعل يسألهم ما كذا؟ ما كذا؟ ويسألونه يا أمير المؤمنين ما كذا؟ فيخبرهم حتى ارتفع النهار وتصدعوا، غير شريح جاث على ركبتيه لا يسأله عن شيء إلا قال: كذا وكذا، ولا يسأله شريح عن شيء إلا أخبره به، فسمعت عليا يقول: قم يا شريح، فأنت أقضى العرب.
وروي عن عبثر عن أجلح عن رجل قال: بينا أنا قاعد عند شريح إذ جاءته جدة صبي وأمه يختصمان فيه، كل واحدة تقول: أنا أحق به؛ فقالت الجدة: «أَبَا أُمَيَّةَ أَتَيْنَاكَ وَأَنْتَ المَرْءُ نَأْتِبِهِ أَتَاكَ ابْنُ وَأُمَاهُ وَكِلْتَانَا تَفْدِيْهِ فَلَوْ كُنْتَ تَأَيَّمْتَ مَا نَازَعَتْكَ فِيْهِ تَزَوَّجْتْ فَهَاتِهِ وَلَا يَذْهَبُ بِكَ اللَّيْهِ الا يَا أَيُّهَا القَاضِي فَهَذِي قِصَّنِي فِيْهِ» فقالت الأم :«أَلا أَيُّهَا القَاضِي قَدْ قَالَتْ لَكَ الجَده قَوْلًا فَاسْتَمِعْ مِنِّي وَلَا تُنْظِرْ نَنِي رَدَّه» فقال شریح رحمه الله :«تُعَزَّى النَّفْسُ عَنْ ابْنِي وَكَبِدِي حَمَلَتْ كَبِدَه فَلمَّا صَارَ في حِجْرِي يَتِيماً ضَائِعًا وَحْدَه تَزَوَّجْتُ رَجَاءَ الخَيْ رِمَنْ يَكْفِيْنِي فَقْدَه وَمَنْ يُظْهِرُ لي الودَّ وَمَنْ يُحْسِنُ لِي رَقْدَه».
قَدْ سَمِعَ القَاضِي مَا قُلْتُها وَعَلَى الْقَاضِي جَهْدٌ إِنْ عَقِل
قَالَ لِلجَدَّةِ: بَيْنِي بالصَّبِي وَخُذِي ابْنَكِ مِنْ ذَاتِ العِلل
أَنَّهَا لَوْ صَبَرَتْ كَانَ لَهَا قَبْلُ دَعْوَاهَا يَبْغِيْهَا البَدَل
فقضى به للجدة».
وروي عن ابن عون عن إبراهيم عن شريح: أنه قضى على رجل باعترافه، فقال: يا أبا أمية قضيت علي بغير بينة، قال: أخبرني بذلك ابن أخت خالتك ».