التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: الفقيه المتخشع الرهاب سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، كان الله خاشعًا، وفي نفسه خاضعا، وبما يدفع به وقته قانعا»، وقد قيل: إن التصوف لزوم الخضوع والقنوع، والتبري من الجزوع والهلوع.
مناقبه ومروياته:
روي عن الحكم بن عبد الله الأيلي، قال: قدم سليمان بن عبد الملك المدينة، فدخل عليه القاسم وسالم بن عبد الله، قال: وإذا سالم أحسنهما كدنة، قال: يا ابن عمر ما طعامك ؟ قال: الخبز والزيت قال وتشتهيه؟ قال: ادعه حتى أشتهيه، قال: ثم دعا لهما بغالية، وجاءت جارية وضيئة الوجه، مديدة القامة، فذهبت تغليها؛ فقال: تنحى عنا، ثم تناولاً المدهن، فلعقا منه ثم ادهنا ثم قالا: إن رسول الله ﷺ كان إذا
أتى بالدهن الطيب لعق منه، ثم ادهن.
وروي عن الزهري قال: سمعت سالم بن عبد الله يقول: دخلت على الوليد بن عبد الملك؛ فقال: ما أحسن جسمك، فما طعامك ؟ قلت : الكعك والزيت، قال: وتشتهيه؟ قلت: ادعه حتى أشتهيه، فإذا
أشتهيته أكلته.
وروي عن عبد الله بن إسحاق قال: سمعت سالم بن عبد الله يقول: إياكم وإدامة اللحم، فإن له ضراوة كضراوة الشراب.
وروي عن ابن وهب، حدثني حنظلة، قال: رأيت سالم بن عبد الله يخرج إلى السوق، فيشتري حوائج نفسه.
وروي عن أشعب بن أم حميد، قال: أتيت سالم بن عبد الله، وهو يقسم صدقة عمر؛ فسألته، فأشرف على من خوخة، فقال: ويحك يا أشعب لا تسأل.
وروي عن أشعب قال: قال لي سالم بن عبد الله: لا تسأل أحدًا غير الله.
وروي عن أبي سلمة عن سالم عن ابن عمر قال: كان من دعاء رسول الله O «اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَيْنَيْنِ هَطَالَتَيْنِ تَشْفِيَانِ الْقَلْبَ يَذْرُفُ الدَّمْعُ مِنْ خَشْيَتِكَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الدَّمْعُ دَمًا، وَالْأَضْرَاسُ جَمْرًا». وقال خيثمة: «تَشْفِيَانِ بِذُرُوفِ الدُّمُوعِ مِنْ خَشْيَتِكَ».
وروي عن أبي يحيى عن سالم عن أبيه قال: كنت عند رسول الله ﷺ إذا مر عليه رجل، فقال رجل: يا رسول الله إني لأحب هذا في الله عز وجل؛ فقال له النبي ﷺ «هَلْ تَدْرِي مَا اسْمُهُ؟»، قال: لا؛ فقال النبي ﷺ «فَاسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ»، فسأله وأعلمه ذلك، فقال له الرجل: أحبك الله الذي أحببتني فيه، فرجع إلى رسول الله ﷺ فأخبره بالذي قال له، والذي رد عليه ؛ فقال له رسول الله ﷺ وَجَبَتْ».