التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «فأما زيد بن وهب؛ فحدثناه عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا مالك بن مغول عن أبي منصور عن زيد بن وهب، قال: خرجت إلى من الجبانة، فجلست فيها إلى جنب حائط، فجاء رجل إلى قبر فسواه، ثم جاء فجلس، فقلت: هذا؟ قال: أخي، قلت: أخ لك؟ قال : أخ لي في الإسلام، رأيته البارحة فيما يرى النائم، فقلت: فلان قد عشت الحمد لله رب العالمين، قال: قد قلتها، لئن أكون أقدر على أن أقولها أحب إليَّ من ملئ الأرض وما فيها، ألم تر حين كانوا يدفنوني؟ فإن فلانًا قام فصلى ركعتين؛ لئن أكون أقدر على أن أصليهما أحب إلي من الدنيا وما فيها.. كان من شأن زيد إذا كان مقيما التعبد والتوحد، وإذا كان مسافرًا الجهاد والحج والعمرة».
مناقبه ومروياته:
روي عن الأعمش عن زيد بن وهب، قال: خرجنا في جيش فمررنا على حائط دهقان، فسرح الناس خيلهم في الزرع، فأمسكت أنا بعنان فرسي، وجلست على باب الحائط، قال: فخرج إلى صاحب الحائط الدهقان، فقال: ما لك لم تسرح كما يسرح هؤلاء؟ قلت: خشيت أن لا يحل لي، قال: فعل الله بك وفعل، أنت سلطتهم، قال: قلت: كيف، وقد أمسكت بعنان فرسي؟ قال: لولاك هلك هؤلاء.
وروي عن عبد الله بن داود، قال: أخبرتنا مولاة لزيد بن وهب قالت: كان زيد بن وهب قد أثر الرحل بوجهه من الحج والعمرة.
وروي عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: خرجنا في سرية، فإذا رجل في أجمة مغطى الرأس فأنبهناه، فقلنا: أنت في موضع مخيف فما تخاف فيه؟ فكشف رأسه، ثم قال: إني لأستحي منه أن يراني أخاف شيئًا سواه.
وروي عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله: «خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي أَنَا فِيهِمْ، ثُمَّ النَّانِ، ثُمَّ الثَّالِثُ، ثُمَّ الرابع لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِمْ شَيْئًا».
وروي عن الأعمش عن زيد، قال: قال عمر: إذا كان ثلاثة سفر فليؤمروا عليهم أحدهم، ذاك أمير أمره رسول الله هو غريب من حديث الأعمش، تفرد به القاسم بن مالك .
وروي عن الأعمش، قال: أنبأنا زيد، قال: كان عمار قد ولع بقریش وولعت به فعدوا عليه فضربوه، فجلس في بيته، فجاءه عثمان بن عفان يعوده، فخرج عثمان، فقام حتى صعد المنبر فقال: سمعت النبي ﷺ يقول لعمار: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، قَاتِلُكَ في النَّارِ».
وروي عن الأعمش عن زيد، قال: قال علي: قال رسول الله ﷺ: «مَا أَظَلَّتِ الخُضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، عَلَى ذِي هُجَةٍ أَصْدَقُ مِنْ أَبِي ذَرٍّ».