التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: خليفة العبدي، كان للفكرة والخدمة مستلذا، ومن لوامع العبرة مستمدّا ، رضي الله تعالى عنه».
مناقبه ومروياته:
روي عن جعفر بن سلیمان، قال: سمعت خليفة العبدي وكان متعبدًا - يقول: لو أن الله لم يعبد إلا عن روية ما عبده أحد، ولكن المؤمنون تفكروا في مجيء هذا الليل إذا جاء فملأ كل شيء وغطى كل شيء، وفي مجيء سلطان النهار إذا جاء فمحى سلطان الليل وفي السحاب المسخر بين السماء والأرض، وفي النجوم، وفي الشتاء، وفي الصيف، فوالله مازال المؤمنون يتفكرون فيما خلق ربهم حتى أيقنت قلوبهم بربهم، وحتى كأنها عبدوا الله تعالى عن روية.
وروي عن يحيى بن عيسى بن ضرار السعدي، حدثني هلال بن دارم بن قيس الدارمي، قال: كان خليفة العبدي جارًا لنا، فكان يقوم إذا هدأت العيون؛ فيقول: اللهم إليك قمت أبتغي ما عندك من الخيرات، ثم يعمد إلى محرابه، فلا يزال يُصلّي حتى يطلع الفجر، قال: وحدثتني عجوز كانت تكون معه في الدار قالت كنت أسمعه يدعو في السجود يقول: اللهم هب لي إنابة إخبات منيب، وزيني في خلقك بطاعتك، وحسّني لديك بحسن خدمتك، وأكرمني إذا وفد إليك المتقون، فأنت خير مقصود، وخير معبود، وخير محمود، وخير مشكور.
وروي عن محمد بن الحسين، ثنا يحيى بن عيسى بن ضرار، حدثني هلال بن دارم قال : وحدثتني عجوز تكون معه، يعني: خليفة في الدار قالت فكنت أسمعه إذا دعا في السحر يقول: قام البطالون وقمت معهم، قمنا إليك ونحن متعرضون لجودك، فكم من ذي جرم عظيم قد صفحت له عن جرمه؟ وكم من ذي كرب عظيم قد فرجت له عن كربه؟ وكم من ذي ضر كثير قد كشفت له عن ضره؟ فبعزتك ما دعانا إلى مسألتك بعدما انطوينا عليه من معصيتك إلا الذي عرفنا من جودك وكرمك، فأنت المؤمل لكل خير، والمرجو عند كل نائبة.