التعريف بها:
هي واحدة من الصحابيات الكريمات قال عنها أبو نعيم: «ومنهن الرميصاء، أم سليم المستسلمة لحكم المحبوب، الطاعنة بالخناجر في الوقائع والحروب». وقد قيل: «إن التصوف مفارقة الدعة والاختيار، ومعانقة الدعة حين البلوى والاختبار».
أيامها في الإسلام ومروياتها:
روي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِرُمَيْصَاءَ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ».
وروي عن أنس بن مالك، قال: مرض ابن لأبي طلحة من أم سليم، قال: فمات الصبي في المخدع فسجته، ثم قامت فهيأت لأبي طلحة إفطاره كما كانت تهيء له كل ليلة، فدخل أبو طلحة وقال لها : كيف الصبي؟ قالت بأحسن حال؛ فحمد الله، قامت فقربت إلى أبي طلحة إفطاره، ثم قامت إلى ما تقوم إليه النساء، فأصاب أبو طلحة من أهله، فلما كان السحر، قالت: يا أبا طلحة ألم تر آل فلان استعاروا عارية فتمتعوا بها، فلما طلبت منهم شق عليهم، قال: ما أنصفوا؟ قالت: فإن ابنك كان عارية من الله عز وجل، وإن الله تعالى قد قبضه؛ فحمد الله واسترجع، ثم غدا على رسول الله ﷺ فقال له رسول الله ﷺ: «يَا أَبَا طَلَحْةَ بَارَكَ اللهُ لَكُما فِي لَيْلَتِكُما»؛ فحملت بعبد الله بن أبي طلحة».
وروي عن ثابت عن أنس قال: كان لأبي طلحة ابن من أم سليم فمات فقالت لأهلها: لا تخبروا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه قال فجاء فقربت إليه عشاءه وشرابه، فأكل وشرب، قال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع له قبل ذلك، فلما شبع وروي وقع بها، فلما عرفت أنه قد شبع وروى وقضى حاجته منها، قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن أهل بيت أعاروا عاريتهم أهل بيت آخرين فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يحبسوا عاريتهم؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، قال: فغضب، ثم قال: تركتيني حتى تلطخت بما تلطخت به، ثم تحدثيني بموت ابني، فانطلق إلى رسول الله O فقال : يا نبي الله ألم تر إلى أم سليم صنعت كذا وكذا؛ فقال رسول الله ﷺ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُما»، قال: فتلقيت تلك الليلة، فحملت بعبد الله بن أبي طلحة».
وروي عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال: ولدت أم سليم غلاما فاشتكى، فاشتد شكواه، ثم توفي وأبو طلحة عند النبي ، فانصرف من عنده حين صلى المغرب وقد لفته أم سليم، فجعلته في ناحية من بيتها، فهوى إليه أبو طلحة؛ فقالت: عزمت عليك بحقي أن لا تقربه، فإنه لم يكن منذ اشتكى خيرًا منه الليلة، فقربت إليه فطره وأفطر، ثم أخذت طيبًا فأصابته، ثم دنت إلى أبي طلحة فأصابها؛ فقالت: يا أبا طلحة. أرأيت جيرانا أعاروا جيرانا لهم عارية حتى ظنوا أن قد تركوها لهم، فلما طلبوها منهم وجدوا في أنفسهم، قال: بئس ما صنعوا، قالت: فإن الله تعالى أعارك فلانًا، ثم قبضه منك، وهو أحق به، فغدا إلى النبي ﷺ حين أصبح فأخبره الخبر ؛ فقال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ هُما فِي لَيْلَتِها»؛ فحملت بعبد الله بن أبي طلحة».
وروي عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك، قال: تزوج أبو طلحة الرميصاء أم سليم، وكان صداق ما بينهما الإسلام أسلمت أم سليم قبل طلحة فخطبها؛ فقالت: إني أسلمت، فإن أسلمت نكحتك، فأسلم؛ فكان صداق ما بينهما الإسلام.
وروي عن ثابت عن أنس قال: خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم؛ فقالت: أما إني فيك لراغبة وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره، فأسلم أبو طلحة؛ فتزوجها.
وروي عن ثابت البناني عن أنس قال أبو داود: وحدثناه شيخ سمعه من النضر بن أنس، وقد دخل حديث بعضهم في بعض، قال: جاء أبو طلحة فخطب أم سليم وكلمها ذلك؛ فقالت يا أبا طلحة ما مثلك يرد، ولكنك امرؤ كافر، وأنا امرأة مسلمة، لا تصلح لي أن أتزوجك؛ فقال: ما ذاك دهرك، قالت: وما دهري؟ قال: الصفراء والبيضاء، قالت: فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء، أريد منك الإسلام، قال: فمن لي بذلك، قالت: لك بذلك رسول الله ﷺ ، فانطلق أبو طلحة يريد النبي الله ورسول الله ﷺ جالس في أصحابه، فلما رآه، قال: «جَاءَكُمْ أَبُو طَلْحَةَ غُرَّةُ الإِسْلَامِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ»؛ فجاء فأخبر النبي ﷺ بما قالت أم سليم، فتزوجها على ذلك. قال ثابت: فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منه إنها رضيت بالإسلام مهرا فتزوجها ، وكانت امرأة مليحة العينين فيها صفر
وروي عن ثابت عن أنس قال: أتانا النبي O فقال- أي نام القيلولة- عندنا فعرق، وجاءت أم سليم بقارورة تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي ﷺ فقال: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟»، قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو أطيب الطيب