التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: الحارث بن سويد التيمي أبو عائشة كان على وقته شحيحا، وبالإغضاء عن اللاهين نجيحًا».
مناقبه ومروياته:
روي عن إبراهيم التيمي، قال: إن كان الرجل من الحي ليجيء فيسب الحارث بن سويد فيسكت، فإذا سكت قام فنفض رداءه ودخل.
وروي عن أبي حيان التيمي عن أبيه، قال: صحب عبد الله بن مسعود من التيم سبعون رجلًا، وكان الحارث بن سويد من أعلامهم نفسا.
وروي عن إبراهيم التيمي قال: لقد أدركت سبعين شيخًا من أصحاب عبد الله أصغرهم الحارث بن سويد، فسمعته يقرأ: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ﴾ حتى انتهى إلى قوله: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ١-٨]؛ فقال: إن هذا لإحصاء شديد.
وروي عن الأعمش عن إبراهيم عن الحارث بن سويد: أنه كان إذا شتمه الرجل يقول: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ كل ذلك يحصى.
وروي عن يحيى بن سعيد بن حبان عن أبيه قال: جمع المختار رباع أهل الكوفة على صحيفة مختومة يبايعون على ما فيها، ويُقرون بها، فقلت: لأنظرن ما يصنع الحارث بن سويد، فلما دعيت إذا هو بين يدي القوم، فمشيت إلى جنبه، فقلت: يا أبا عائشة أتدري ما في هذه الصحيفة؟ قال: إليك عني، فإني سمعت عبد الله بن مسعود يقول: ما كنت لأدع قولا أقوله أدرأ به عني سوطين، قال حماد فلقيت يحيى بن سعيد، فحدثنا به كما حدثنا أيوب عنا حدثنا أبو أحمد الجرجاني، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا جرير عن أبي حيان التيمي عن أبيه، قال: دعا الناس المختار إلى كتاب مختوم ليبايعوه، ويُقروا بما فيه لا يدرون ما فيه، قال: فانطلق الحي وانطلقت معهم، قال: وبعضنا سعى ببعض فنظرت، فإذا الحارث بن سويد أمام القوم، فقال له :أحدنا يا أبا عائشة ما رأيت مثل ما تمشي فيه منيبًا إلى كتاب مختوم لا يدرى ما فيه أكفر فيه أم سحر، قال: دعنا منك أيها الرجل إني سمعت عبد الله يقول: ما من كلام أتكلم به لدى سلطان يدرأ به عني سوط إلا كنت متكلما لديه.
وروي عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: كان سليمان إذا طعم قال: الحمد لله الذي كفاني المؤونة، وأحسن الرزق. كذا في كتاب سليمان، وقال غندر عن شعبة : كان سليمان إذا طعم.
وروي عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عنا الحارث بن السوية عن عبد الله بن مسعود، قال دخلت على النبي وهو ميوعك وعكا شديدا فمسيته، فقلت: يارسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا، قال: «إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ منكم قالي قلت ذلك بأن لك أجرين ، قال : الوَذاكَ بِذَاكَ رَسْ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَنِّي مِنْ شَوْكَ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَخُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقهَا».
وروي عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله بن مسعود، قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «والله إنكم مَالُ وَارِيهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ ماله ؟ قال : قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثة ، عالية الاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا مَال وَارِيهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ، مَالَكَ مِنْ مَالِكَ
إِلَّا مَا قَدَّمْتُ ، وَمَا لوَارِيكَ مَا أَخَرْتَ. وقال رسول الله له به «مَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ ؟ الا قال يا قلنا: الذي لا ينطريقة الرجال، قال: «لَا وَلكِنَّ الصُّرْعَةَ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبُ. وَقَالَ سول الله : «مَا تَعدُّونَ الرَّقُوب فيكم ؟ قال : قلنا: الذي لا ولا له قَالَ: «لَا وَلَكِن الرَّقُوبُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمَ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا».
وروي عن الأعمش عن إبراهيم التيمي: قال رسول الله ﷺ: « إِنَّ اللهَ أَشَدَّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِمِ يَسْقَط عَلَى بَعِيرِهِ وَقَدْ أَضَلَّهُ».