التعريف به:
هو أحد أصحاب سيدنا رسول الله O وأهل الصفة قال عنه أبو نعيم: «وأبو ريحانة شمعون الأزدي، وقيل: الأنصاري كان من الذابين المجتهدين، معدود في أهل الصفة».
أيامه في الإسلام ومروياته:
روي عن أبي علي الهمداني عن أبي ريحانة أنه كان مع رسول الله ﷺ في غزوة، فأوينا ذات ليلة إلى شرف، فأصابنا فيه برد شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم الحفرة فيدخل فيها ويكفي عليه بجحفته، فلما رأى ذلك منهم، قال: «مَنْ يَحْرُسُنَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَأَدْعُو لَهُ بِدُعَاءِ يُصِيبُ بِهِ فَضْلَهُ؟» فقام رجل؛ فقال: أنا يا رسول الله. فقال: «مَنْ أَنْتَ؟» فقال: أنا فلان بن فلان الأنصاري، قال: «ادْنُه»؛ فدنا منه، فأخذ ببعض ثيابه، ثم استفتح بدعاء له، فلما سمعت ما يدعو به رسول الله ﷺ الأنصاري قمت، فقلت: أنا رجل، فسألني كما سأله، ثم قال: «ادْنُه» كما قال له، ودعا لي بدعاء دون ما دعا به للأنصاري ثم قال: «حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ الله وَحُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ دَمِعَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله»، وقال الثالثة فنسيتها قال أبو شريح بعد ذلك: «وَحُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ تَعَالَى».
روي عن عبادة بن نسي عن أبي ريحانة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ إِبْلِيسَ لَيَضَعَ عَرْشَهُ عَلَى البَحْرِ، وَدُونَهُ الْحُجُبُ يَتَشَبَهُ بِالله عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَيُثُ جُنُودَهُ؛ فَيَقُولُ: مَنْ لِفُلَانٍ الآدَمِيُّ، فَيَقُومُ اثْنَانِ، فَيَقُولُ : قَدْ أَجَّلْتُكُما سَنَةٌ، فَإِنْ أَغْوَيْتُرَاهُ وَسَعْتُ عَنْكُما البَعْتُ، وَإِلَّا صَلَتكُما» قال: فكان يقال لأبي ريحانة: لقد صلب فيك كثيرًا».
روي عن يحيى بن حسان البكري عن أبي ريحانة صاحب النبي ﷺ قال أتيت رسول الله ﷺ، فشكوت إليه تفلت القرآن ومشقته عليَّ، فقال لي: «لَا تَحْمِلْ عَلَيْكَ مَا لَا تُطِيقُ، وَعَلَيْكَ بِالسُّجُودِ». قال أبو عميرة: فقدم أبو ريحانة عسقلان وكان يكثر السجود.
وروي عن ضمرة بن حبيب أن أبا ريحانة كان غائبا، فلما قدم على أهله ،تعشى، ثم خرج إلى المسجد فصلى العشاء الآخرة، فلما انصرف إلى بيته قام يصلي يفتتح سورة ويختمها، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر، وسمع المؤذن فشد عليه ثيابه ليخرج إلى المسجد، فقالت له صاحبته يا أبا ريحانة كنت في غزوتك ما كنت، ثم قدمت الآن فما كان لي فيك نصيب أو حظ، قال: بلى لقد كان لك نصيب، ولكن شغلت عنك، قالت: يا أبا ريحانة وما الذي شغلك عني؟ قال: ما زال قلبي يهوى فيما وصف الله من لباسها وأزواجها ونعيمها، وما خطرت لي على بال حتى طلع الفجر.