التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم من حباه الحق بجزيل الفواتح وحماه عن وبيل الفوادح، أبو نصر بشر بن الحارث الحافي، المكتفي بكفاية الكافي، اكتفى فاشتفى. وقيل: إن التصوف الاكتفاء للاعتلاء، والاشتفاء من الابتلاء».
مناقبه ومروياته:
روي عن عبدالله بن محمد بن جعفر يقول: سمعت عبد الله بن محمد يقول: سمعت محمد ابن داود الدينوري يقول: سمعتُ محمد بن الصلت يقول: سمعت بشر بن الحارث، وسئل: ما كان بدء أمرك؛ لأن اسمك بين الناس كأنه اسم نبي؟ قال: هذا من فضل الله، وما أقول لكم: كنت رجلًا عيارًا صاحب عصبة فجزت يوما، فإذا أنا بقرطاس في الطريق فرفعته، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، فمسحته وجعلته في جيبي، وكان عندي در همان ما كنت أملك غيرهما، فذهبت إلى العطارين فاشتريت بهما غالية ومسحته في القرطاس، فنمت تلك الليلة فرأيت في المنام كأن قائلا يقول لي: يا بشر بن الحارث رفعت اسمنا عن الطريق وطيبته، لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة، ثم كان ما كان.
وروي عن أحمد بن محمد بن البراء يقول: سمعت سفيان بن محمد المصيصي يقول: رأيت بشر بن الحارث في النوم؛ فقلت: ما فعل الله تعالى بك؟ قال: غفر لي وأباح لي نصف الجنة، وقال لي: يا بشر. لو سجدت على الجمر ما أديت شكر ما جعلت لك في قلوب عبادي.
وروي عن الحسين بن محمد بن العباس الزجاجي الفقيه، ثنا محمد بن جعفر الفرائضي، ثنا أبو بكر بن النصر، ثنا عبيد الوراق، قال: سمعت بشرًا الحافي يقول: أدوا زكاة الحديث، فاستعملوا من كل مائتي حديث خمسة أحاديث.
وروي عن أحمد بن الحسن بن راشد ثنا محمد بـ قدامة، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعتُ عبد الله بن داود يقول : سمعت سفيان يقول: إنما فضّل العلم على غيره ليُتَّقى به.
وروي عن علي بن خشرم يقول: سمعتُ بشر بن الحارث يقول: أدخل أحمد بن حنبل الكير فخرج
ذهبا أحمر وآل علي، فبلغ ذلك أحمد؛ فقال: الحمد لله الذي أرضى بشرًا بما صنعنا.
وروي عن يحيى بن عثمان الحربي، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: لا ينبغي أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من يصبر على الأذى.
وروي عن يحيى بن عثمان الحربي، قال: سمعتُ بشر بن الحارث يقول: ينبغي لهؤلاء القوم الذين يعتكفون على هذا المسكر أن لا تقبل لهم شهادة.
وروي عن إبراهيم بن يعقوب قال: قال بشر بن الحارث لو تفكر الناس في عظمة الله لما عصوا الله.
وروي عن عبد الله حدثني إبراهيم بن يعقوب، قال: قال بشر بن الحارث: من سأل الله تعالى الدنيا فإنما يسأله طول الوقوف.
وروي عن محمد بن يوسف، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: وقيل له: مات فلان، قال: وجمع الدنيا وذهب إلى الآخرة، ضيع نفسه؛ فقيل له: إنه كان يفعل ويفعل، وذكر أبوابًا من أبواب البر؛ فقال: ما ينفع هذا، وهو يجمع الدنياء .
الرئيسة