التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: عوسجة العقيلي، كان مشاهدًا مكابدا، يحث على المشاهدة والتولي، ويدعو إلى الوحدة والتخلي».
مناقبه ومروياته:
روي عن الفضل بن حرب، وعثمان بن يمان الحداني يزيد أحدهما على صاحبه عن عبد الرحمن بن
بديل العقيلي - عن عوسجة العقيلي، قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى عيسى بن مريم علي :يا عيسى ابن مريم أنزلني من نفسك كهمك، واجعلني ذخرا لك في معادك، تقرب إليَّ بالنوافل ،أدنك، وتوكل عليَّ أكفك، ولا تول غيري فأخذلك، واصبر على البلاء، وارض بالقضاء، وكن كمسرتي فيك، فإن مسرتي فيك أن أطاع فلا أعضى، وكن مني قريبا، واحي لي ذكرا بلسانك، ولتكن مودتي في صدرك تيقظ من ساعات الغفلة. وأحكم لي لطف الفطنة، وكن لي راغبًا ،راهبًا، وأمت قلبك بالخشية لي، وراع الليل لتجزي مسرتي، واظمأ لي من نهارك ليوم الري عندي امش في الخيرات جهدك، ولتعرف بالخير حيث ما توجهت واحكم لي في عبادي بنصيحتي، وقم في الخلائق بعدلي، فقد أنزلت عليك شفاء من وساوس الصدور، ومن مرض الشيطان وجلاء الأبصار، ومن عشى الكلال، ولأنك كأنك فلس معبور وأنت حي تتنفس. یا عیسی ابن مریم . حقا أقول لك ما آمنت بي خليقة إلا خشعت لي، ولا خشعت إلا رجت ثوابي، وأشهدك أنها آمنة من عقابي ما لم تبدل أو تغير سنتي، يا عيسى ابن مريم ابن البكر البتول. ابك على نفسك أيام الحياة بكاء مودع الأهل، وخلي الدنيا، وترك اللذات لأهلها من بعده، وارتفعت رغبته فيما عند الله، وكن يقظان إذا نامت عيون الأبرار حذرًا لما هو آت من أمر المعاد، وزلازل الأهوال حيث لا ينفع أهل ولا ولد ولا مال واكحل عينك بملمول الحزن إذا ضحك البطالون، وابك بكاء من قد علم أنه مودع للملم النازل الذي هو أقرب إليه من حبل الوريد معه، وكن في ذلك صابرا محتسبا، فطوبى لك إن نالك ما وعدت الصابرين فرح من الدنيا بالله يوما فيوما، وذق مذاقه ما قد هرب منك، أين طعمه؟ وما لم يأتك كيف لذته؟ حقا ما أقول لك، ما أنت إلا بساعتك ويومك فرح من الدنيا بالبلغة، وليكفك منها
الجشر الجشيب، قد رأيت إلام تصبر، مكتوب عليك ما أخذت، وكيف رتعت، فاعمل على حساب فإنك مسئول لو رأت عيناك ما أعددت لأوليائي الصالحين لذاب قلبك، وزهقت نفسك اشتياقا إليه.
الرئيسة