التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم الإمام المقري الراوي المفتي، كان كثير العمل قصير الأمل، من ربه راهبًا ناسكًا، ومع عباده لاعبا ضاحكًا، سليمان بن مهران الأعمش. وقيل: إن التصوف موافقة الحق، ومضاحكة الخلق.
مناقبه ومروياته:
روي عن مبشر بن عبيد عن الأعمش، قال: قرأت القرآن على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى علي علقمة أو مسروق، وقرأ هو على عبد الله بن مسعود، وقرأ عبد الله بن مسعود على رسول الله ﷺ.
وروي عن أبي نعيم، سمعت الأعمش يقول: كانوا يقرأون على يحيى بن وثاب وأنا جالس، فلما مات أحدقوا بي.
وروي عن الحسين بن واقد قال: قرأت على الأعمش؛ فقلت له: كيف رأيت قراءتي؟ قال: ما قرأ عليَّ علج أقرأ منك.
وروي عن سفيان بن عيينة، قال: قال الأعمش ما كان بيننا وبين البدريين إلا ستر، ثم قال: ثنا زيد بن وهب، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، ثنا أبو العباس السراج، ثنا قتيبة، قال: قال جرير: كان الأعمش إذا خرج فسألوه عن حديث فلم يحفظه، كان يجلس في الشمس يقول بيديه في عينيه، فلا يزال يعركهما ويعركهما حتى يذكره، فإذا ذكره، قال: هات عن أي شيء سألت؟ فيجيبه.
وروي عن ابن عيينة قال: رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبًا وتبانًا تسيل خيوطه على رجليه، ثم قال: أرأيتم لولا أنني تعلمت العلم من كان يأتيني، لو كنت بقالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني.
وروي عن محمد بن عبيد الطنافسي يقول: جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش؛ فسأله عن مسألة خفيفة من الصلاة، فالتفت إلينا الأعمش وقال: أنظروا إليه؛ لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث، ومسألته مسألة صبيان الكتاب.
وروي عن أبي داود عن الأعمش، قال: قال لي حبيب بن أبي ثابت أهل الحجاز وأهل مكة أعلم بالمناسك، قال: فقلت له: فأنت عنهم، وأنا عن أصحابي لا تأتي بحرف إلا جئتك فيه بحديث.
وروي عن عبد الواحد بن نجدة، ثنا أبو حيوة شريح بن يزيد عن مبشر بن عبيد، قال: سمعت
الأعمش يقول: العِلْمُ في لم؟
وروي عن عبد الوهاب بن الحكم الوراق، ثنا أبو جعفر الحراني عن عيسى بن يونس، قال: ما رأينا في زماننا مثل الأعمش، ولا الطبقة الذين كانوا قبلنا، ما رأينا الأغنياء والسلاطين في مجلس قط أحقر منهم في مجلس الأعمش، وهو محتاج إلى درهم.
وروي عن ضرار بن صرد يقول : سمعت شريكًا يقول: ما كان هذ العلم إلا فيالعر ب وأشراف الملوك، فقال له رجل من جلسائه وأي نبل كان للأعمش؟ قال شريك: أما لو رأيت الأعمش ومعه لحم يحمله، وسفيان الثوري عن يمينه وشريك عن يساره، وكلاهما ينازعه حمل اللحم، لعلمت أن ثَمَّ نُبلًا كثيرًا.
وروي عن عبيد الله بن موسى عن الأعمش، قال: أعظم الخيانة أداء الأمانة إلى الخائنين وقال الأعمش : نقض العهد وفاء العهد لمن ليس له عهد.
وروي عن جرير، قال: ذكر الأرجاء عند الأعمش؛ فقال: ما نرجو من رأي أنا أكبر منه.
وروي عن ابن نمير: جاء رجل إلى الأعمش؛ فقال: كلم لي فلانًا لرجل كان يشرب الخمر - قال: والله ما كلمته قط، قال: إنه قد أخذني في الخراج فأرجو إن كلمته أن يقبل قال: فجاءه وكان بين أيديهم خمر يشربونه، قال: فقال الرجل: لأسقينه خمرا قبل أن يخرج قال: فرفعوه، فدخل الأعمش فكلمه، قال: نعم، فدعا بالصحيفة فمحا ما كان عليه، وقال: تغد يا أبا محمد، قال: فتغدى، فقال: اسقوني ماء، فقال الرجل: هات نبيذا يا غلام، قال: لا. اسقوني ماء ماء، فقال الرجل: هات نبيذا يا غلام فقال: لا. اسقوني ماء، فقال الرجل: أليس قال: إذا دخلت على أخيك فكل من طعامه واشرب من شرابه؟ فقال الأعمش: لست أنت من أولئك، فخرج الأعمش ولم يشرب إلا الماء.
وروي عن عيسى بن موسى بألف درهم إلى الأعمش، وصحيفة ليكتب له فيها حديثا، فأخذ الأعمش الألف درهم، وكتب في الصحيفة: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] حتى ختمها، وطوى الصحيفة وبعث بها إليه، فلما نظر فيها بعث إليه : يا ابن الفاعلة، ظننت أني لا أحسن كتاب الله، فكتب إليه الأعمش أفظننت أني أبيع الحديث، ولم يكتب له، وحبس المال لنفسه.
وروي عن أبي أسامة أن الأعمش عوتب في إتيانه أخا ليقطين القائد، فقال: أنزلته منزلة الحش،
احتيج إليه فأتى.
وروي عن عبد الرزاق عن معمر، قال: جئت الأعمش ومعى أحاديث أريد أن أسأله عنها، وإلى جنبه رجل من بني مخزوم، فقلت: يا أبا محمد. كيف حديث كذا وكذا؟ فقال: ليس به بأس فقلت: حديث كذا وكذا، قال: مكروه، فقال المخزومي: إنه قد رحل إليك، قال: قد عرفت، ولكنه يمارس قرناء.
الرئيسة