التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: الإمام الرشيد، الآخذ بالأصل الوكيد، المتمسك بالمنهج الحميد، نزل من العلوم بالمحل الرفيع، وتوصل إلى الأصول بالوسيط المتبع، اقتبس الآثار عن الأخيار، وأخذ الأعمال عن الأبرار، أكبر فوائده في الأقضية والأحكام، وأبلغ مواعظه في مراعاة الأبنية والأعلام، أبو إسماعيل حماد بن زيد».
مناقبه ومروياته:
روي عن محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت أبا قدامة الله بن سعيد يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت أحدًا أعرف بالسُّنَّة من حماد بن زید.
وروي عن عبد الرحمن بن مهدي يقول: من أدركت من الناس كان الأئمة منهم أربعة مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وسفيان بن سعيد، وذكر الرابع ونسيته، إن لم يكن قال ابن المبارك؛ فلا أدري من هو .
وروي عن أحمد بن سعيد الدارمي يقول: سمعت أبا عاصم يقول: مات حماد بن زيد يوم مات ولا أعلم له في الإسلام نظيرا في هيبته ودله، أظنه قال: وسمته.
وروي عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، حدثني أبي، قال: قال عبد الله بن المبارك:
أَيُّهَا الطَّالِبُ عِلْمًا إِيْتِ حَمادَ بنَ زَيْد
فَاطْلُبُ الْعِلْمَ بِحُلْم ثُمَّ قَيدُهُ بِقَيْد
لَا كَنَوْرٍ وَكَجَهُم وَكَعَمْرو بن عُبيد
وروي عن سليمان ابن حرب، قال: سمعت حماد بن زيد - وذكر هؤلاء الجهمية - فقال : إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء شيء.
وروي عن سليمان بن حرب، قال: سمعت حماد بن زيد يقول: سمعت أيوب السختياني يقول، وذكر نحوه.
وروي عن عبد الله بن يوسف الحيرى، ثنا فطر بن حماد بن واقد قال: سألت حماد بن زيد، فقلت: يا أبا إسماعيل، إمام لنا يقول: القرآن مخلوق، أُصلى خلفه؟ قال: لا، ولا كرامة.
وروي عن إسحاق بن عيسى، قال: كنا عند حماد بن زيد، ومعنا وهب بن جرير، فذكرنا شيئًا من قول أبي حنيفة، قال حماد بن زيد اسكت، لا يزال الرجل منكم داحضًا في بوله، يذكر أهل البدع في مجلس عشيرته حتى يسقط من أعينهم، ثم أقبل علينا حماد؛ فقال: أتدرون ما كان أبو حنيفة؟ إنما كان يخاصم في الإرجاء، فلما تخوف على مهجته تكلم في الرأي، فقاس سنن رسول الله ﷺ بعضها ببعض ليبطلها، وسنن رسول الله له ولا تقاس .
وروي عن خالد بن خداش يقول: سمعت حماد بن زيد يقول: لئن قلت: إن عليا أفضل من عثمان لقد قلت: إن أصحاب رسول الله ﷺ قد خانوا.
وروي عن أمية بن بسطام، قال: سمعت يزيد بن زريع يقول يوم مات حماد بن زيد: مات اليوم سيد المسلمين.
وروي عن سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم، ثنا أبو روح الفرج بن سعيد الصوفي عن حماد بن زيد، قال: اجتمع أيوب السختياني، ويونس بن عبيد وابن عون وثابت البناني في بيت فقال ثابت: يا هؤلاء، كيف يكون العبد إذا دعا الله فاستجاب له دعاءه؟ قال ابن عون: يكون البلاء في نفسه، قال ثابت
فإنه يعرضه العجب بما صنع الله به؛ فقال يونس بن عبيد: لا يكون العبد يعجب بصنع الله به إلا وهو مستدرج؛ فقال أيوب وما علامة المستدرج ؟ قال : إن العبد إذا كانت له عند الله منزلة فحفظها وأبقى عليها، ثم شكر الله أعطاه الله أشرف من المنزلة الأولى، وإذا هو ضيع الشكر استدرجها الله، وكان تضييعه للشكر استدراجًا من الله له، وإن العبد المستدرج يكون له فيما بينه وبين الله تيسير وحبس، فعليه ينكر العجب عن معرفة الاستدراج، وإن العبد المستدرج إذا ألقى في في قلبه شيء من الشكر حمله شكره على التفقد من أين أتى، فإذا عرف ذلك خضع، وإذا خضع أقال الله عثرته.
الرئيسة