التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمة الله : ومنهم الحاضر الشاهد الذاكر الواجد، الربيع بن أبي راشد».
مناقبه ومروياته:
روي عن مالك بن مغول، قال: رؤى الربيع بن أبي راشد ذات يوم على صندوق من صناديق الحدادين فقال له :قائل يا أبا عبد الله. لو دخلت المسجد فجالست إخوانك، فقال: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة واحدة خشيت أن يفسد علي قلبي.
وروي عن مالك، قال: قيل للربيع بن أبي راشد ألا تجلس فتحدث؟ قال: إن ذكر الموت إذا فارق
قلبي ساعة أفسد علي قلبي، قال مالك: : ولم أر رجلًا أظهر حزنًا منه.
وروي عن أبي أحمد الزبيري، حدثني من سمع عمر بن ذر يقول: كنت إذا رأيت الربيع بن أبي راشد كأنه محمار من غير شراب.
وروي عن ابن عيينة، قال: قال ابن ذر: أخذ الربيع بيدي في السوق، فقال: من سأل الله مرضاته فقد سأله عظيمًا.
وروي عن عمر بن ذر قال: لقيني الربيع بن أبي راشد في السدة في السوق، فأخذ بيدي فنحاني،
وقال: يا أبا ذر من سأل الله رضاه فقد سأله أمرًا عظيمًا.
وروي عن أبي بكر بن عياش، قال: لو رأيت منصور بن المعتمر والربيع بن أبي راشد وعاصما في الصلاة، وقد وضعوا لحاهم على صدورهم، عرفت أنهم من أبرار الصلاة.
وروي عن مالك بن مغول، قال: قال الربيع بن أبي راشد لولا ما يأمل المؤمنون من كرامة الله تعالى لهم بعد الموت لانشقت في الدنيا مرائرهم، ولتقطعت في الدنيا أجوافهم.
وروي عن القاسم بن محمد الكناسي، قال: سمعت عمر بن ذر يقول: قال الربيع بن أبي راشد ورأى رجلا مريضًا يتصدق بصدقة يُقسمها بين جيرانه الهدايا أمام الزيارة، فلم يلبث الرجل إلا أيامًا حتى مات، فبكى عند ذلك الربيع وقال : أَحَسَّ والله بالموت، وعلم أنه لا ينفعه من ماله إلا ما قدم بين يديه.
وروي عن خلف بن حوشب، قال: كنا مع الربيع بن أبي راشد فسمع رجلًا يقرأ: ﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ﴾ [الحج: ٥]؛ فقال: لولا أن أخالف من كان قبلي ما زايلت مسكني حتى أموت.
وروي عن خلف بن حوشب قال: قال لي الربيع بن أبي راشد: اقرأ علي؛ فقرأت عليه : ﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْث﴾ [الحج: ٥]؛ فقال: لولا أن تكون بدعة لسحت أو همت في الجبال.
وروي عن سفيان الثوري، قال: ما رأيت جنازة تبعها من الناس ما تبع جنازة الربيع بن أبي راشد.
وروي عن الحسن بن علي، قال: قال أبو عبد الملك: كنا جلوسا عند حبيب بن أبي ثابت ومعنا الربيع بن أبي راشد، والربيع محتب، فجاء رجل فتكلم بكلام من كلام الناس، فحل الربيع حبوته وانتعل ثم قام ،فخرج فقال حبيب للرجل: ما صنعت؟ أفسدت علينا مجلسنا.
وروي عن سفيان، قال: لم يكن بالكوفة رجل أكثر ذكرًا للموت من الربيع بن أبي راشد، قال: وسمعت سفيان يقول: إن كان الربيع بن أبي راشد من الموت لعلى حذر.
وروي عن سفيان بن عيينة، قال: قال الربيع بن أبي راشد حال ذكر الموت بيني وبين كثير من التجارة.
وروي عن النضر بن إسماعيل، قال: مر الربيع بن أبي راشد برجل به زمانة فجلس يحمد الله ويبكي، فمر به رجل، فقال: ما يبكيك رحمك الله ؟ قال : ذكرت أهل الجنة وأهل النار فشبهت أهل الجنة بأهل العافية، وأهل النار بأهل البلاء، فذلك الذي أبكاني أسند الربيع عن منذر الثوري، وفي حديثه قلة.
الرئيسة