التعريف به:
هو أحد أصحاب سيدنا رسول الله O وسبطه وريحانته قال عنه أبو نعيم: «فأما السيد المحبب، والحكيم المقرب الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، فله في معاني المتصوفة، الكلام المشرق ،المرتب، والمقام المؤنق المهذب» وقيل : إن التصوف تنوير البيان، وتطهير الأركان.
أيامه في الإسلام ومروياته:
روي عن أبي بكرة، قال: كان النبي O يصلي بنا، فيجيء الحسن وهو ساجد صغير - حتى يصير على ظهره أو رقبته فيرفعه رفعًا ،رفيقا، فلما صلى صلاته، قالوا: یا رسول الله إنك لتصنع بهذا الصبي شيئًا لا تصنعه بأحد؛ فقال: «إِنَّ هَذَا رَيْحَانَتِي، وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ».
وروي عن عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء يقول: رأيت النبي ﷺ واضعا الحسن على عاتقه؛ فقال: «مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُ».
روي عن هشام قال: قال لي أبو هريرة: ما رأيت الحسن قط إلا فاضت عيناي دموعا، وذلك أنه أتى يوما يشتد حتى قعد في حجر رسول الله O، فجعل يقول بيديه هكذا في لحية رسول الله ﷺ ورسول الله يفتح فمه، ثم يدخل فمه في فمه، ويقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّه فَأَحِبَّهُ» يقولها ثلاث مرات.
وروي عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث، قال: سأل علي ابنه الحسن عن أشياء من أمر المروءة؛ فقال: يا بني ما السداد؟ قال: يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف، قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة، قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال، قال: فما الرأفة؟ قال: النظر في اليسير، ومنع الحقير، قال: فما اللؤم؟ قال: إحراز المرء نفسه، وبذله عرسه، قال: فما السماح ؟ قال: البذل في العسر واليسر، قال: فما الشح؟ قال: أن ترى ما في يديك شرفًا، وما أنفقته تلفا، قال: فما الإخاء؟ قال: المواساة في الشدة والرخاء، قال: فما الجبن؟ قال: الجرأة على الصديق، والنكول عن العدو، قال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى، والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة، قال: فما الحلم؟ قال: كظم الغيظ، وملك النفس، قال: فما الغنى؟ قال: رضى النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل، وإنما الغنى غنى النفس، قال: فما الفقر ؟
قال: شره النفس في كل شيء، قال: فما المنعة؟ قال: شدة البأس، ومنازعة أعزاء الناس، قال: فما الذل؟ قال: الفزع عند المصدوقة، قال: فما العي؟ قال: العبث باللحية، وكثرة البزق عند المخاطبة، قال: فما الجرأة؟ قال موافقة الأقران، قال: فما الكلفة؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك، قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغرم، وتعفو عن الجرم، قال: فما العقل؟ قال: حفظ القلب كلما استوعيته، قال: فما الخرق؟ قال: معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك، قال: فما السناء؟ قال: إتيان الجميل وترك القبيح، قال: فما الحزم؟
قال: طول الأناة، والرفق بالولاة، قال: فما السفه ؟ قال: اتباع الدناة، ومصاحبة الغواة، قال: فما الغفلة؟
قال: تركك المجد وطاعتك المفسد، قال: فما الحرمان؟ قال: تركك حظك ، وقد عرض عليك، قال: فما السيد ؟ قال: الأحمق في ماله والمتهاون في عرضه، يشتم فلا يجيب، والمتحزن بأمر عشيرته هو السيد؛ فقال علي: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الجَهْلِ، وَلَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ العَقْلِ ».
روي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، قال: قلت للحسن: إن الناس يقولون: إنك تريد الخلافة؛ فقال : قد كانت جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت، ويسالمون من سالمت فتركتها ابتغاء وجه الله، وحقن دماء أمة محمد .
وروي عن مجالد عن الشعبي، قال: شهدت الحسن بن علي حين صالحه معاوية بالنخيلة؛ فقال معاوية: قم؛ فأخبر الناس أنك تركت هذا الأمر وسلمته إليَّ؛ فقام الحسن، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإن أكيس الكيس التقى، وأحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية؛ إما أن يكون حق امرئ فهو أحق به مني، وإما أن يكون حقا هو لي فقد تركته إرادة إصلاح الأمة وحقن دمائها، وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين.
وروي عن أبان بن الطفيل يقول: سمعت عليا يقول للحسن: كن في الدنيا ببدنك، وفي الآخرة بقلبك.
وروي عن محمد بن علي، قال: قال الحسن له: «إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته؛ فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه».
وروي عن ابن أبي نجيح أن الحسن بن علي حج ماشياً، وقسم ماله نصفين.
وروي عن شهاب بن عامر: أن الحسن بن علي قاسم الله عز وجل ماله مرتين حتى تصدق بفرد نعله.
الرئيسة