التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم صاحب الحكم والأحكام الماضية، المكنى أبا وائلة إياس بن معاوية.
مناقبه ومروياته:
روي عن محبوب بن هلال، قال: سئل إياس بن معاوية: متى ينقطع الميلاد فلا يكون ميلاد؟ قال: إذا استكمل أهل الجنة عددهم الذي قضاه الله عز وجل إذ عرشه على الماء، واستكمل أهل النار عددهم الذي قضاه الله عز وجل إذ عرشه على الماء؛ فعند ذلك ينقطع الميلاد، فلا يكون ميلاد.
وروي عن أبي إسحاق بن حفص عن نوح، قال: قيل لإياس بن معاوية: فيك أربع خصال: دمامة، وكثرة كلام، وإعجاب بنفسك، وتعجيلك بالقضاء. قال: أما الدمامة، فالأمر فيها إلى غيري، وأما كثرة الكلام فبصواب أتكلم أم بخطأ، قالوا: بصواب قال: فالإكثار من الصواب أمثل، وأما إعجابي بنفسي، أفيعجبكم ما ترون مني؟ قالوا: نعم، قال: فإني أحق أن أعجب بنفسي، وأما قولكم: إنك تعجل بالقضاء، فكم هذه - وأشار بيده خمسة ؟ فقالوا: خمسة، فقال: عجلتم، ألا قلتم واحد، واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة، قالوا: ما نعد شيئًا قد عرفناه، قال: فما أحبس شيئا قد تبين لي فيه الحكم.
وروي عن عبد الله بن مسلم القرشي، قال: كان إياس يقول: ما أحب أني أكذب كذبة لا يطلع عليها إلا الله، ولا أؤاخذ بها يوم القيامة، وإن لي مفروحًا من الدنيا.
وروي عن حماد بن سلمة عن حميد، قال: لما ولي إياس بن معاوية القضاء أتاه الحسن، فبكى إياس؛ فقال له الحسن: ما يبكيك يا أبا واثلة؟
وروي عن داود بن أبي هند، قال: قال إياس بن معاوية: كل رجل لا يعرف عيبه فهو أحمق، قالوا: يا أبا وائلة. ما عيبك؟ قال: كثرة الكلام.
وروي عن سفيان عن أبي بشر، قال: أطاف الناس بإياس بن معاوية فسألوه عن هذه الآية: ﴿إِنَّهُ لا تُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: ١٤١]، قال: الإسراف؛ ما قصرت فيه عن حق الله عز وجل.
وروي عن حماد بن سلمة، قال: سمعت إياس بن معاوية يقول : أكل رطب السكر يزيد في الدماغ.
وروي عن خالد الحذاء، قال: قيل لمعاوية بن قرة: كيف ابنك؟ قال: نعم الابن كفاني أمر دنياي، وفرغني لآخرتي.
وروي عن داود بن أبي هند، قال: قال لي إياس بن معاوية : أنا أكلم الناس بنصف عقلي، فإذا اختصم إلى اثنان جمعت عقلي كله.
وروي عن حماد بن زيد عن حبيب بن الشهيد قال: سمعت إياس بن معاوية يقول: ما كلمت أحدًا من أصحاب الأهواء بعقلي كله إلا القدرية، فإني قلت لهم: ما الظلم فيكم؟ قالوا: أن يأخذ الإنسان ما ليس له، فقلت لهم: فإن الله عز وجل كل شيء.
وروي عن إسرائيل عن أبي يحيى قال: سمعت إياس بن معاوية يقول: كان أفضلهم عندي -يعني: الماضين - أسلمهم صدرا، وأقلهم غيبة.
وروي عن خليفة بن حميد عن إياس بن معاوية عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ كُلِّ قَطْرَةٍ فِي الْبَحْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَتَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامِ بِالْفَرَسِ المُسْرِعِ».
وروي عن عبد الحميد بن سوار قال: حدثني إياس بن معاوية ابن قرة قال كنا عند عمر بن عبد العزيز فذكر عنده الحياء؛ فقال: الحياء من الدين، فقال عمر: بل هو الدين كله، فقال إياس : حدثني أبي عن جدي، قال: كنا عند النبي ﷺ فذكر عنده الحياء؛ فقالوا: يا رسول الله. الحياء من الدين؟ فقال رسول الله ﷺ: «بَلْ هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ» ثم قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ الحَيَاءَ وَالْعَفَافَ وَالْعِيَّ عِيُّ اللَّسَانِ لَا عِيُّ الْقَلْبِ وَالْعَمَلَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَإِنَّهَنْ يُزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ، وَيُنْقِصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا يُزِدْنَ مِنَ الْآخِرَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يُزِدْنَ فِي الدُّنْيَا». قال إياس فأمرني عمر بن عبد العزيز فأمليتها عليه وكتبها بخطه، ثم صلى بنا الظهر، وإنها لفي كفه ما يضعها إعجابًا بها».
الرئيسة